مستشفى الصقور في الامارات، اول قلعة لمكافحة انفلونزا الطيور
ينتظر ثلاثة صقور مهاجرة تم تخديرها على خشبة في مستشفى الصقور في العاصمة الاماراتية ابو ظبي، ان تخضع للفحوصات اللازمة للتاكد من خلوها من اي اثر لانفلونزا الطيور.
واكد مسؤولون في المستشفى ان هذه الصقور صودرت في مطار ابو ظبي عندما حاول اصحابها ان يمروا بها بوثائق مزورة.
وتعمل السلطات في الامارات على حماية البلد من خطر مرض انفلونزا الطيور حتى ولو لم يتم حتى الآن تسجيل اي اصابة من هذا النوع.
وقد وضعت السلطات برنامجا وقائيا دقيقا لدرء خطر هذا المرض الذي اودى بحياة نحو 70 شخصا في آسيا منذ 2003.
وقد منع ادخال الطيور المهاجرة والجوارح بما فيها الصقور الى البلاد.
وتقوم السلطات بالتدقيق بدخول وخروج اي صقر من الصقور المحلية وتفرض تسجيلها عبر انظمة مخصصة لهذا الغرض.
ولم يعد باستطاعة الاماراتيين المعروفين بولعهم بصيد الصقور، ان يدربوا هذه الجوارح الا في بلادهم. وبعد ان منعوا من التوجه الى البلدان الاسيوية لممارسة هوايتهم خشية الاصابة بانفلونزا الطيور، اصبحوا يتوجهون الى كازاخستان وباكستان والمغرب.
وقد ظهر الفيروس القاتل "اتش5ان1" في دولة الكويت المجاورة وفي الصين وكرواتيا ورومانيا واندونيسيا.
وقالت الطبيبة الالمانية مرجيت مولر مديرة مستشفى الصقور في مدينة سويحان الصحراوية بالقرب من ابو ظبي "ان الصقارين على اتصال مباشر مع الصقور ويعاملونها كانها من ابنائهم وافراد العائلة".
واعتبرت ان الصقور قد تتعرض لانفلونزا الطيور في حال مطاردة وصيد المصاب منها بهذا المرض، وان الامارات منطقة معرضة لهذا الخطر لانها ممر للطيور المهاجرة.
وتعذر على الطبيبة الالمانية المتحدرة من بافييرا وتدير هذا المستشفى الحكومي منذ اربع سنوات، ان تستبعد امكانية ظهور المرض في الامارات.
ويعالج المستشفى سنويا اكثر من 4000 صقر ويخصص قاعات لحجر الطيور المشبوهة وفيه مختبر في غاية التطور لرصد الفيروسات واجراء التحاليل اللازمة ويقوم بفحص اكثر من الف عينة يوميا بحسب مولر.
وقالت وسط اصوات الصقور التي تعالج في قاعة مجاورة "بامكاننا ان نرصد الفيروس خلال بضع ساعات وحتى الفيروس القاتل اتش5ان1".
واضافت ان "اكتشاف ظهور انفلونزا الطيور مهم لكن الاهم هو ان نعرف ما اذا كان من النوع المعدي".
وقد تم تشكيل لجنة وطنية لمكافحة المرض وتركزت جهودها على اغلاق بعض المحلات لبيع الدواجن وتفتيش مزارع لتربيتها واطلاق حملة توعية للناس وتدريب موظفي البلديات لمعالجة المرض.
واوضح امين عام اللجنة ماجد المنصوري ان الطيور المهاجرة تخضع لاختبارات وانه تم انشاء ابنية في المدن وعلى امتداد الساحل وفي المطارات لتحتضن الطيور المشبوهة الى ان تنتهي فحوصات المختبر.
واضاف "نتخذ حذرنا ولسنا في خطر"، معتبرا ان "الصقور لا تشكل خطرا لمرض انفلونزا الطيور"، مشيرا الى ان السكان في الامارات لا يحتكون كثيرا مع الدواجن الحية كما هي الحال في معظم الدول في الشرق الاقصى.
واعتبر المنصوري ان الخطر الوحيد قد ياتي من انتشار انفلونزا الطيور في آسيا لان في الامارات عددا كبيرا من العمال المتحدرين من جنوب شرق آسيا.
ويحمل المنصوري قائمة من الاجراءات التي ينبغي اتخاذها في حال العثور على اصابة احد الاشخاص بهذا المرض ومنها الحجر الصحي.
واذا تم تسجيل حالة وفاة، تعتزم السلطات دفن المريض "في منطقة معزولة" وحتى "احراق جثته" رغم مخالفة ذلك للاسلام، دين الدولة.
الرئيسية 
